الأم ثم الأم ثم الأم ،إن
سلامة المجتمع وقوة بنيانه ومدى تقدمه وإزدهاره وتماسكه مرتبط بسلامة الصحة
النفسية والإجتماعية لأفراده فالفرد
داخل المجتمع هو صانع المستقبل وهو المحور والمركز والهدف والغاية المنشودة ، أما
ما حول هذا الفرد من إنجازات وتخطيطات ليست أكثر من انعكاس لمدى فعالية هذا الفرد،
الذى يتأثر كثيرا بطبيعة تنشأته ولهذا فإن المجتمع الواعي هو الذي يضع نصب عينه
قبل إهتماماته بالإنجازات والمشاريع المادية الفرد كأساس لإزدهاره وتقدمه
الإجتماعي.
وحتى
يكون هذا الفرد عضوا بارزا في تحقيق التقدم الإجتماعي لا بد الإهتمام بتنشئته
الإجتماعية ، التي إهتمت بها الدراسات النفسية والإجتماعية إهتماما بالغا شكلا
ومضمونا، وهذا لأهميتها في تشكيل شخصية الفرد الصالح الفعال فعالية إيجابية في
المجتمع لا فردا خاملا عاجزا، فالتنشئة إذا من أدق العمليات وأخطرها شأنا في حياة
الفرد لأنها الدعامة الأولى التي ترتكز عليها مقومات الشخصيته.
والتنشئة
كعملية مستمرة لا تقتصر فقط على مرحلة عمرية محددة وإنما تمتد من الطفولة،
فالمراهقة، فالرشد وصولا إلى الشيخوخة ولهذا فهي عملية حساسة لا يمكن تجاوزها في
أي مرحلة لأن لكل مرحلة تنشئة خاصة تختلف في مضمونها وجوهرها عن سابقتها، ولا يكاد
يخلوا أي نظام إجتماعي صغيرا كان أم كبيرا وأي مؤسسة رسمية أو غير رسمية من هذه
العملية ولكنها تختلف من واحدة إلى أخرى بأسلوبها لا بهدفها ومن أبرز مؤسسات
التنشئة الإجتماعية نجد الأسرة، التي تعتبر البيئة الإجتماعية الأولى التي ينشأ فيها
الفرد وتبنى فيها الشخصية الإجتماعية بإعتبارها المجال الحيوي الأمثل للتنشئة
الإجتماعية والقاعدة الأساسية في إشباع مختلف حاجات الفرد المادية منها والمعنوية
بطريقة تساير فيها المعاير الإجتماعية والقيم الدينية والأخلاقية وذلك من خلال
إتباع الوالدين مجموعة من الأساليب في إشباع حاجات الأبناء وخصوصا في فترة
المراهقة .
الإتجاهات
الاساسية في دراسة التنشئة الإجتماعية:
1-الأتجاه
النفسى ويؤكد رواد هذا الاتجاه ان شخصية الفرد ماهى الا انعكاس لتركيبته النفسية
والتى تتكون طبقا لما اكتسبه من سمات نفسية خلال فترة طفولته فقط وتعتبر التأثيرات
الاخرى التى يتعرض لها فى مراحل حياته التالية مجرد تأثيرات ثانوية فعناصر شخصية
الفرد تعود إلى المرحلة الطفولة وما يتعرض له الفرد من خبرات إيجابية أو سلبية،
فالطفل يولد ولديه مجموعة من الغرائز والنزوات، والتي يحاول إشباعها والتي قد تهدد
إستقرار المجتمع، ولقد عرف علماء النفس
مفهوم
التنشئة الإجتماعية بأنها: " العملية التي
يستطيع بمقتضاها الأفراد المنشئين إجتماعيا عن كبح نزواتهم وتنظيمها وفق متطلبات المجتمع
ونظامه الإجتماعي السائد ويكون سلوكهم هذا مناقضا لسلوك الأفراد غير المنشئين
إجتماعيا، والذين تؤدي أنانيتهم في إشباع نزواتهم للإضرار بالآخرين وبسلامة
المجتمع ، فى الواقع انا اعتقد ان هذا التعريف ناقص اذ اعتقد ببساطة ان التنشئة الاجتماعية هى مجموعة القيم التى يتم غرسها فى الفرد وتربيته عليها منذ طفولته مثل حب الوطب والشعور بالقومية وتقدير الوقت وقيم النظام وانماط التفكير والتوجهات الاخرى التى تتعلق بالحياة والوجود وغيرها من القيم المستقاة من الامثال الشعبية وحكمة الشعوب وما ترجحه الاسرة منها وما تنبذه ،
ويرى
أبو النيل أن التنشئة الإجتماعية هي " العملية التي يتم من خلالها التوفيق
بين رغبات ودوافع الفرد الخاصة، وبين إهتمامات الآخرين والتي تكون ممثلة في البناء
الثقافي الذي يعيش فيه الفرد والإستخدام المألوف للأساليب الشائعة في المجتمع ،
كالمحافظة على المواعيد وهذه الأشياء ضرورية إذا ما كان على الفرد أن يحيا في وئام
مع نفسه ومع الآخرين في المجتمع.
وبهذا نجد أن وظيفة التنشئة الإجتماعية من وجهة نظر علماء النفس، تحقيق التوازن بين نزوات الفردورغبات المجتمع بحيث يمكن تهذيب هذه النزوات وتحويلها إلى سلوكات مقبولة إجتماعيا ولا يكون هذا إلا مع بداية الطفولة، ولذلك وضعوا العيد من النظريات التي تحاول تفسير كيفية تشكيل
وبهذا نجد أن وظيفة التنشئة الإجتماعية من وجهة نظر علماء النفس، تحقيق التوازن بين نزوات الفردورغبات المجتمع بحيث يمكن تهذيب هذه النزوات وتحويلها إلى سلوكات مقبولة إجتماعيا ولا يكون هذا إلا مع بداية الطفولة، ولذلك وضعوا العيد من النظريات التي تحاول تفسير كيفية تشكيل
الشخصية مثل نظريات سيغموند
فرويد وجروج ميد …إلخ
الإتجاه الاجتماعى
يذهب علماء الإجتماع في تعريفهم لمفهوم
التنشئة الإجتماعية إلى الإهتمام بالنظم الإجتماعية والتي من شأنها أن تحول
الإنسان تلك المادة العضوية إلى فرد إجتماعي قادر على التفاعل والإندماج بيسر مع أفراد
المجتمع ،فالتنشئة الإجتماعية حسب المفهوم الإجتماعي ماهي إلا " تدريب الأفراد على أدوارهم المستقبلية ،
ليكونوا أعضاء فاعلين في المجتمع، وتلقنهم للقيم الإجتماعية والعادات والتقاليد
والعرف السائد في المجتمع لتحقيق التوافق بين الأفراد وبين المعايير والقوانين
الإجتماعية، مما يؤدي إلى خلق نوع من التضامن والتماسك في المجتمع."
ولقد عرفها فيليب ماير بأنها " عملية يقصد
بها طبع المهارات والإتجاهات الضرورية التي تساعد على أداء الأدوار الإجتماعية في
المواقف المختلفة."
ويذهب مختار حمزة في قوله بأنها " عملية
تعلم وتعليم وتربية تقوم على التفاعل الإجتماعي وتهدف إلى إكساب الفرد طفلا،
فمراهقا، فراشدا، فشيخا سلوكا ومعايير وإتجاهات مناسبة لأدوار إجتماعية معينة
وتيسر له الإندماج، وأن الفرد في تفاعله مع أفردا الجماعة يأخذ ويعطي فيما يختص
بالمعايير والأدوار الإجتماعية والإتجاهات النفسية والشخصية الناتجة في النهاية هي
نتيجة لهذا التفاعل."
ويقول أبو النيل أن " التنشئة الإجتماعية
تشمل كافة الأساليب التي يتلقاها الفرد من الأسرة خاصة الوالدين والمحيطين به من
أجل بناء شخصية نامية متوافقة جسميا ونفسيا وإجتماعيا وذلك في مواقف كثيرة منها
اللعب والغذاء والتعاون والتنافس والصراع مع الآخرين في كافة مواقف الحياة .
إن التنشئة الإجتماعية بهذا المفهوم تعني
عملية تعليم الفرد منذ نعومة أظافره عادات وأعراف وتقاليد المجتمع أو الجماعة التي
يحيا بداخلها حتى يستطيع التكيف مع أفرادها من خلال ممارسته لأنماط من المعايير
والقيم المقبولة إجتماعيا والتي تجعل الفرد فاعلا إجتماعيا داخل أسرته ومجتمعه،
وهي تحدث من خلال وجود التفاعل بين الأفراد، هذا التفاعل الذي يعتبر جوهر العملية
التنشيئية . "
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ياريت تعليقاتكم ياجماعة